- روى العلّامة السيّد هاشم البحراني رضي الله عنه في كتابه "المحجّة فيما نَزلَ في القائم الحجّة عليه السّلام":
21- الحادي والعشرون،
قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُون".[التوبة:33]. 
الشّيخ
الصّدوق في كمال الدّين وتمام النّعمة بسنده عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله
عليه السّلام في قول الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى
وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُون)، فقال: والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج
القائم عليه السلام فإذا خرج القائم عليه السلام لم يبق كافر بالله العظيم ولا
مشرك بالإمام إلّا كره خروجه حتّى أن لو كان كافرا أو مشركًا في بطن صخرة لقالت:
يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله. 
22-
الثّاني والعشرون، قوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ
وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ
أَلِيم".[التوبة:34]. 
الشّيخ
الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن معاذ بن كثير قال: سمعت أبا عبد الله عليه
السّلام: يقول موسع على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف فإذا قام قائمنا
حُرّم على كل ذي كنز كنزه حتّى يأتيه به فيستعين به على عدوّه وهو قول الله عزّ
وجل: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي
سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم). 
23-
الثّالث والعشرون، قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ
اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ".[التوبة:36]. 
الشّيخ
محمّد بن إبراهيم النّعماني في كتابه الغيبة بسنده عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت
عند أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السّلام ذات يوم، فلمّا تفرّق من كان عنده
قال لي: يا أبا حمزة، من المحتوم الّذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شكّ
فيما أقول لقي الله سبحانه وهو به كافر وله جاحد، ثم قال: بأبي وأمي المسمّى
باسمي، والمكنّى بكنيتي، السّابع من بعدي، بأبي من يملأ الأرض عدلًا وقسطًا كما
مُلئت ظُلمًا وجورًا.  
ثمّ
قال: يا أبا حمزة، من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمد وعليّ ( صلوات الله
عليهما)، وقد حرّم الله عليه الجنّة، ومأواه النّار وبئس مثوى الظالمين، وأوضح من
هذا بحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله عز وجل في
محكم كتابه: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات
والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) ومعرفة الشّهور:
المحرّم وصفر  وربيع وما بعده، والحرم منها: هي رجب وذو القعدة وذوم الحجّة
والمحرم، لا تكون دينًا قيّمًا لأنّ اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والنّاس
جميعًا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدّونها بأسمائها، وإنمّا هم
الأئمّة عليهم السّلام والقوّامون بدين الله، والحرم منها: أمير المؤمنين عليّ
الّذي اشتق الله تعالى له اسمًا من اسمه العليّ، كما اشتقّ لرسوله صلّى الله عليه
وآله اسمًا من اسمه المحمود، وثلاثة من ولده أسماؤهم عليّ: عليّ بن الحسين وعليّ
بن موسى وعليّ بن محمّد؛ فصار لهذا الاسم المشتقّ من اسم الله عز وجل حُرمة به وصلوات
الله على محمّد وآله المكرمين المتحرّمين به. 
24-
الرّابع والعشرون، قوله تعالى: "وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا
يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً".[التوبة:36]. 
الشّيخ
العيّاشي بإسناده عن زرارة، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: لم يجئ تأويل هذه الآية،
ولو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغنّ دين
محمد صلى الله عليه وآله ما بلغ اللّيل حتى لا يكون مُشرك على ظهر الأرض كما قال
الله. 
25-
الخامس والعشرون، قوله تعالى: "وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ
مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم
مِّنَ الْمُنتَظِرِين".[يونس:20]. 
الشّيخ
الصّدوق في كمال الدّين وتمام النّعمة بسنده عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت
الصّادق عليه السّلام عن قول الله عزّ وجل: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ
فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)؛ فقال: المتّقون
شيعة عليّ عليه السّلام، والغيب فهو الحجّة الغائب وشاهد ذلك قول الله عزّ وجل:
(وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا
الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِين). 
26-
السّادس والعشرون، قوله تعالى: "حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا
وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا
أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ
بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون".[يونس:24]. 
الشّيخ
أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري الشّيعي في دلائل الإمامة عن المفضل بن عمر عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: نزلت في بني فلان ثلاث آيات: قوله عزّ وجل: (حَتَّىَ
إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ
قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا) يعني القائم
بالسيف (فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ). وقوله عزّ وجل:
(فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا
أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون * فَقُطِعَ دَابِرُ
الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين) قال أبو
عبد الله عليه السّلام: بالسّيف.  
وقوله
عزّ وجل: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُون * لاَ
تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تُسْأَلُون) يعني القائم عليه السلام، يسأل بني  فلان عن كنوز بني أمية.  
27-
السّابع والعشرون، قوله تعالى: "قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ
الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
فَأَنَّى تُؤْفَكُون[يونس:34]. 
الشّيخ
الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام  يوبخونا ويكذّبونا أنّا نقول إنّ صيحتين تكونان،
يقولون من أين تُعرف المحقّة من المبطلة إذا كانتا؟ قال: فماذا تردّون عليهم؟ قلت
ما نرد عليهم شيئًا.  
قال:
قولوا يصدّق بها إذا كان من يؤمن بها من قبل إن الله عزّ وجل يقول: (أَفَمَن
يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن
يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون). 
28-
الثّامن والعشرون، قوله تعالى: "وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ
إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ".[هود:8]. 
الشّيخ
محمّد بن إبراهيم النعماني في كتابه الغيبة بسنده عن إسحاق بن عبد العزيز عن أبي
عبد الله عليه السّلام: في قوله: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى
أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ)، قال: العذاب خروج القائم عليه السّلام، والأمّة المعدودة
أهل بدر وأصحابه. 
29-
التّاسع والعشرون، قوله تعالى: "قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ
آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد".[هود:80]. 
الشّيخ
الصّدوق في كمال الدّين وتمام النّعمة بسنده عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله
عليه السّلام: ما كان قول لوط عليه السلام لقومه: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً
أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد) إلّا تمنيًا لقوّة القائم عليه السّلام ولا ذكر
إلّا شدة أصحابه، وإنّ الرجل منهم ليُعطى قوّة أربعين رجلًا، وإنّ قلبه لأشدّ من
زبر الحديد، ولو مرّوا بجبال الحديد لقلعوها، ولا يكفون سيوفهم حتّى يرضى الله عزّ
وجل. 
30-
الثّلاثون، قوله تعالى: "حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ
أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا".[يوسف:110]. 
الشّيخ
محمّد بن جرير الطّبري الشّيعي في دلائل الإمامة بإسناده عن المفضل بن عمر عن أبي
عبد الله عليه السّلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فشكا إليه طول
دولة الجور، فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: والله، لا يكون ما تأملون حتّى
يهلك المبطلون، ويضمحل الجاهلون، ويأمن المتّقون، وقليل ما يكون حتّى لا يكون
لأحدكم موضع قدمه، وحتى تكونوا على النّاس أهون من الميتة عند صاحبها، فبينا أنتم
كذلك إذ جاء نصر الله والفتح، وهو قول ربي عزّ وجل في كتابه: (حَتَّى إِذَا
اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا). 
31-
الحادي والثّلاثون، قوله تعالى: "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ
اللّهِ".[إبراهيم:5]. 
الشّيخ
الصّدوق في كتابه الخصال بسنده عن مثنى الحناط، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول: أيّام الله عزّ وجل ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الكرّة، ويوم القيامة. 
32-
الثّاني والثّلاثون، قوله تعالى: "قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُون * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِين * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ
الْمَعْلُوم"[الحِجر:36-38]. 
الشّيخ
العيّاشي في تفسيره بإسناده عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد
الله عليه السّلام عن قول إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُون * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِين * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ
الْمَعْلُوم) قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو؟ قال: يا وهبن أتحسب أنّه يوم يبعث
الله فيه الناس؟
إنّ الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة،
وجاء إبليس حتّى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم. فيأخذ
بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم. 
33-
الثّالث والثّلاثون، قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ
الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم".[الحِجر:87]. 
الشّيخ
العيّاشي في تفسيره بسنده عن القاسم بن عروة عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله
عزّ وجل:( لََقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم)
قال: سبعة أئمّة والقائم عليه السّلام. 
34-
الرابع والثّلاثون، قوله تعالى: "أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون".[النحل:1]. 
الشّيخ
الصّدوق بسنده عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السّلام: أوّل من يبايع
القائم عليه السّلام جبرئيل ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه، ثمّ يضع رجلًا على بيت
الله الحرام ورجلًا على بيت المقدس ثم ينادي بصوت طلق تسمعه الخلائق: (أَتَى أَمْرُ
اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ).
35-
الخامس والثّلاثون، قوله تعالى: "وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ
أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا
وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون".[النحل:38]. 
الشّيخ
الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليّه
السّلام قوله تبارك وتعالى: (وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ
يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون)؟ 
قال:
فقال: لي يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية؟ قال: قلت: إنّ المشركين يزعمون
ويحلفون لرسول الله صلّى الله عليه وآله أن الله لا يبعث الموتى. قال: فقال: تبًّا
لمن قال هذا، سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللّات والعزى؟ قال: قلت:
جُعلت فداك فأوجدنيه. قال: فقال لي: يا أبا بصير، لو قد قام قائمنا بعث الله إليه
قومًا من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم، فيبلغ ذلك قومًا من شيعتنا لم يموتوا
فيقولون بُعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم؛ فيبلغ ذلك قومًا من
عدوّنا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم، هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب، لا
والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة. قال: فحكى الله قولهم؛ فقال:
(وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ). 
36-
السّادس والثّلاثون، قوله تعالى: "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي
الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا
كَبِيرًا"[الإسراء:4]. 
الشّيخ
أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتابه كامل الزّيارات بسنده عن صالح بن سهل
عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عزّ وجل: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا
كَبِيرًا) قال: قتل أمير المؤمنين عليه السّلام وطعن الحسن بن عليّ عليهما
السّلام،  
(وَلَتَعْلُنَّ
عُلُوًّا كَبِيرًا) قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام، (فَإِذَا جَاء وَعْدُ
أُولاهُمَا) قال: إذا جاء نصر الحسين عليه السّلام، (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ
عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَار) قومًا
يبعثهم الله قبل قيام القائم عليه السّلام، لا يدعون وترًا لآل محمّد إلّا أحرقوه،
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا ِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولا). 
37-
السّابع والثّلاثون، قوله تعالى: "وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا
لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ
مَنْصُورًا"[الإسراء:33]. 
الشّيخ
أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتابه كامل الزّيارات بسنده عن محمد بن
سنان عن رجل قال: سألت أبي عبد الله عليه السّلام عن قوله تعالى: (وَمَن قُتِلَ
مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ
إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)، قال: ذلك قائم آل محمّد، يخرج فيقتل بدم الحسين عليه
السّلام، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مُسرفًا ، وقوله: (فَلاَ يُسْرِف فِّي
الْقَتْلِ) لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفًا، ثمّ قال أبو عبد الله عليه السلام: يقتل
والله ذراري قتلة الحسين عليه السّلام بفعال آبائها. 
38-
الثّامن والثّلاثون، قوله تعالى: "قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلاَلَةِ
فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا
الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا
وَأَضْعَفُ جُندًا"[مريم:75]. 
الشّيخ
الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول
الله عز وجل: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ
نَدِيًّا) قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا قريشًا إلى ولايتنا فنفروا
وأنكروا فقال (االَّذِينَ كَفَرُوا) من قريش(لِلَّذِينَ آمَنُوا) الّذين أقرّوا
لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ
نَدِيًّا) تعييرا منهم؛ فقال الله ردًّا عليهم: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم
مِّن قَرْنٍ) من الأمم السالفة (هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا). 
قلت:
قوله: (مَن كَانَ فِي الضَّلاَلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا) قال:
كلّهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السّلام ولا بولايتنا
فكانوا ضالين مضلّين؛ فيمدّ لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتّى يموتوا فيصيرهم الله
شرًّا مكانًا وأضعف جُندًا، قلت: قوله: (حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ
إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا
وَأَضْعَفُ جُندًا) قال: أمّا قوله (حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ) فهو
خروج القائم وهو السّاعة؛ فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من الله على يدي قائمه
فذلك قوله: (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا)
يعني عند القائم (وَأَضْعَفُ جُندًا) قلت: قوله: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ
اهْتَدَوْا هُدًى) قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم حيث لا
يجحدونه ولا ينكرونه. 
قلت: قوله: (لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ
إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا) قال: إلّا من دان الله بولاية
أمير المؤمنين والأئمّة من بعده فهو العهد عند الله. قلت: قوله: (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) قال:
ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الّذي قال الله تعالى. قلت: (فَإِنَّمَا
يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا
لُّدًّا) قال: إنّما يسّره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنين عليه السّلام
عَلَمًا فبشّر به المؤمنين وأنذر به الكافرين وهم الذين ذكرهم الله في كتابه
(لُّدًّا) أي كفّارًا. 
39- التّاسع والثّلاثون، قوله تعالى:
"وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا".[طه:115]. 
الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن
جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عزّ وجل: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى
آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)، قال: عهدنا إليه في محمّد
والأئمّة من بعده فترك ولم يكن له عزم أنّهم هكذا، وإنّما سمي أولوا العزم أولي
العزم؛ لأنّه عهد إليهم في محمّد صلّى الله عليه وآله والأوصياء من بعده عليهم
السّلام والمهدي عليه السّلام وسيرته، وأجمع عزمهم على أن ذلك كذلك والإقرار به. 
40- الأربعون، قوله تعالى:
"فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ
اهْتَدَى". [طه:135] 
الشّيخ محمّد بن العبّاس بن الماهيار في
تفسيره فيما أُنزل في أهل البيت عليهم السّلام [تأويل الآيات الظّاهرة] بسنده عن
عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سألت أبي عن
قول الله عز وجل: (ففَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ
اهْتَدَى)، قال: الصّراط السوي هو القائم عليه السّلام، والهدى من اهتدى إلى
طاعته، ومثلها في كتاب الله عز وجل: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)، قال: إلى ولايتنا.  
المصدر 
هاشم البحراني، المحجّة فيما نَزل في القائم
الحجّة(ع)، تحقيق محمّد منير الميلاني،
(بيروت، مؤسّسة النّعمان، 1413/ 1992)، ص16-137. 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.