بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمّد وآل محمّد الطّيبين الطّاهرين واللعن الدّائم على
أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم إلى قيام يوم الدّين 
كثيراً ما نسمع من الناس يقولون المهدي، ان شاء الله يظهر المهدي، بدون  ذكر كلمة الإمام قبلها، وبدون ذكر
(عليه السّلام) بعدها، او ترى بعض الشيعة يخجلون من ذكر الإمام أمام أصدقائهم
الموالين والمخالفين والبعض لا تأخذهم الحمية على الإمام والبعض يشعر بالفشيلة من
إمام زمانه ومن الروايات حول الإمام الحجّة بن الحسن (ع).
فهل وصل بنا اليوم إلى عدم تقديس هذه الشّخصية العظيمة؟؟!! التي عجزت
الألسنة وتحيّرت العقول عن وصف عظمته وفضله عليه السّلام.
كما جاء في الزّيارة الجامعة الكبيرة على لسان الإمام الهادي (ع):
"مَوالِيَّ لا أُحْصي ثَنائَكُمْ وَلا أَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ
كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ وَأَنْتُمْ نُورُ الأَخْيارِ وَهُداةُ
الأَبْرارِ وَحُجَجُ الْجَبّارِ".
أليس بظلم لإمام زماننا وحجّة الله على خلقه أن نكون غافلين عن عظمته وفضله
وذكره والتمسك والإرتباط به عليه السّلام.
قوله
تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ
وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون".[آل عمران:200]. 
الشّيخ النّعماني في كتاب الغيبة
بسنده عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليه السلام في
معنى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ
وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) فقال: اصبروا على أداء
الفرائض، وصابروا عدوّكم، ورابطوا إمامكم المنتظر. 
فيجب علينا الإرتباط
بالإمام الحجّة بن الحسن (ع). 
والإرتباط بالإمام كيف
يكون ؟
بعدّة طرق كثيرة منها
وأهمّها أن نقرأ في سيرة الإمام الحجّة بن الحسن (ع) وكراماته ومقاماته.
 أيضاً دائماً إجعل أعمالك الخيرية بنيّة بتعجيل
ظهور الإمام الحجّة بن الحسن (ع) وتفريج الكُرَبْ عن الشيعة وإهلاك أعداء الإسلام.
وأيضاً الإلتزام
بقراءة الزيارات والأدعية فإن لها أجر عظيم عند الله تعالى ذكره وأهل البيت عليهم
السّلام.
وأمور كثيرة جدّاً والإرتباط
بالإمام الحجّة بن الحسن (ع) هو الإرتباط بالله تعالى ذكره.
كما جاء بالزّيارة
الجامعة الكبيرة: (مَنْ وَالَاكُمْ فَقَدْ وَالَى الله ومَنْ عاداكُم فَقَدْ عادَ
الله ومَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ الله ومَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ
الله ومَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ).
من فوائد الإرتباط
بالإمام الحجّة بن الحسن (ع) 
كما جاء في الزيارة
الجامعة الكبيرة:
(وَفازَ مَنْ
تَمَسَّكَ بِكُمْ وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ
وَهُدِىَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ)
الفوز العظيم، والأمان
من عذاب الله وغضبه، والسلامةُ من الهلاك والعذاب إذا صدّقت أهل البيت وسلّمت لهم
(ع)، ومن يعتصم بهم لن يضل عن طريق الحق وطريق النجاة أبداً.
وهذه نِعم وفضائل
ورحمة لمن يتمسك ويعتصم بأهل البيت عليهم السّلام.
عليُّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن
الرضا (ع) قال: قلت له؛ أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام
لساخت (1) .
(1) أي انخسفت .
الكليني, الكافي, ج 1, باب 62, ح 10.
لو تتدبّر يا أخي المؤمن بهذا الحديث الشّريف لعرفت أن الإمام الحجّة (ع)
هو رحمة الله على العالمين.
يقول الله في محكم كتابه الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (سورة الأنبياء 107).
وأيضاً كما جاء في الزّيارة الجامعة الكبيرة: 
(وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلّا
بِإِذْنِهِ)
أَلا يجب علينا أن نقدس الإمام الحجّة (ع) وأن نذكره بكل إحترام وأدب
وخشوع وتذلُّل و فخر وعزّ.
كما ذكر في الزّيارة الجامعة الكبيرة أيضاً:
(طأطأَ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُمْ وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ
لِطَاعَتِكُمْ وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلَكُمْ وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ).
فإذا تمسكت بالإمام
الحجّة بن الحسن (ع) وعرفته، وعرفت حقوق إمامك عليك في ذاك الوقت لن تقلل
من شأن ومقام وفضل الإمام (ع).
هذا وصلّ الله على
فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها 
نسألكم الدعاء ..
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.