بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمّد وآل محمّد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم ومناقبهم إلى قيام يوم الدين
سبيل النجاة
أو ما رأيتم كيف
جعل الله لكم معاقل تأوون إليها ، وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم إلى أن ظهر الماضي
عليه السّلام كلما غاب علم بدا علم ، وإذا أفل نجم طلع نجم ، فلما قبضه الله إليه ظننتم
أن الله أبطل دينه ، وقطع السبب بينه وبين خلقه ، كلا ما كان ذلك ولا يكون ، حتى تقوم
الساعة ، ويظهر أمر الله وهم كارهون .
العلامة المجلسي ، بحار الأنوار، ج 53,ص 179
الأئمة صلوات الله عليهم بينوا سبيل النجاة
في الدنيا للفوز بالآخرة، ابتداءً برسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وانتهاءً بإمام زماننا عجّل الله تعالى فرجه الشريف، والأخبار في هذا الصدد كثيره منها على
سبيل المثال: حدّثنا حمزة بن
محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام
بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمأة قال حدثني أبي عن ياسر الخادم عن أبي الحسن علي
بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السّلام قال قال رسول الله
" ص "لعلي عليه السّلام يا علي أنت حجّة الله وأنت باب الله وأنت الطريق إلى
الله وأنت النبأ العظيم وأنت الصّراط المستقيم وأنت المثل الأعلى يا علي أنت إمام المسلمين
وأمير المؤمنين وخير الوصيين وسيد الصديقين يا علي أنت الفاروق الأعظم وأنت الصديق
الأكبر يا علي أنت خليفتي على أمتي وأنت قاضي ديني وأنت منجز عداتي يا علي أنت المظلوم
بعدي يا علي أنت المفارق بعدي يا علي أنت المحجور بعدي اشهد الله تعالى ومن حضر من
أمتي أن حزبك حزبي وحزبي حزب الله وان حزب أعدائك حزب الشيطان.
الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا ( ع )، ج2، ص 9
وبما انهم عليهم السّلام سبيل النجاة فواجب علينا
الأقتداء بهم والأخذ بكلامهم، لكن يوجد مشكلة نعاني منها في عصرنا هذا في تلقي
العلوم عن أهل بيت العصمة عليهم السّلام بالأخص المروية عن مولانا الحجّة عجّل الله
تعالى فرجه الشريف، فتجد الموالين ارتباطهم بالعلوم العامة قوي جداً كتعلم الفلسفة
والمنطق وغيره من العلوم وإن كان ذا أهمية للإستفادة منها من باب الإحتجاج على سبيل المثال، ولكن من باب أولى أن نهتم
بعلوم أهل البيت وبالأخص المروية عن صاحب العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف لأنهم
هم المنبع الصّافي لأخذ العلوم الإلهيّة، وسبب هذه المشكلة هو الجّهل بمقامات أهل
البيت عليهم السّلام بالأخص مقام مولانا الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف حتى يصل
الأمر عند البعض بأنه يجهل أن هناك روايات شريفة مروية عنه عليه السّلام، فهذه المشكلة
أحد أنواع الظلم الذي يمارسه الشيعة بحق الإمام عجّل لله تعالى فرجه الشريف، فلماذا
هذا الظلم للإمام أليس هو صاحب عصرنا الذي نعيش فيه، أليس هو الذي يرعانا كما ترعى
الأم طفلها الرضيع وتقضي جميع شؤونه كما قال في توقيعه الشريف ((إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء))
الشيخ المفيد، المزار، ص 8
والحل لهذه المشكلة بسيط ظاهراً لكن عملياً صعب
التطبيق وهو أن نزيد معرفتنا وارتباطنا بإمام عصرنا أرواحنا له الفداء من عدّة
جوانب مثلا:
1-
الإكثار من الدّعاء بتعجيل الفرج لأن في ذلك فرجنا كما أمرنا الإمام عجّل
الله تعالى فرجه الشريف:
((وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم))
الشيخ الطوس، الغيبة، ص 292- 293
مثلا: قراءة دعاء العهد ودعاء زمن الغيبة وزيارة آل
ياسين، أو نتصدق باسمه ولو باليسير ونصلّي
ونزور الإئمة الأطهار نيابة عنه
2- أن نقرأ سيرته الشريفة ونعمل بما أمرنا به
فتنطبق علينا الآية الشريفة ((يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً))
النساء، آية 59
هذه طرق للإرتباط بالإمام فإذا ارتبطنا بالإمام يتحقق أحد أهداف وجود
الإمام في الدنيا وهو حثنا على الواجبات وابتعادنا عن المحرمات، وسبب ذلك أن
بارتباطنا بالإمام يولد لدى الشخص شعور كأن الإمام حاضر بشخصه أمامه، فيكون عمله
للواجبات وابتعاده عن المحرمات بشكل أكبر ممن ليس لديه هذا الإرتباط، فهذا الشعور
يحل معضلة عدم وجود الإمام بشخصه أمامنا، على الرغم من إدارته لكل شؤونات حياتنا.
هذا وصلى
الله على محمّد وآل محمّد
نسألكم الدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.