بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُمْ
* روى الشّيخ أبو عبد الله المفيد بسنده عن الأصبغ بن نُباتة قال: "دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) في نفر من الشّيعة وكُنت فيهم، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته، ويخبط الأرض بمحجنه، وكان مريضا، فأقبل عليه أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكانت له منه منزلة، فقال: كيف تجدك يا حارث؟ فقال: نال الدهر يا أمير المؤمنين منّي، وزادني أوارًا وغليلًا اختصام أصحابك ببابك.
قال: وفيم خصومتهم؟ قال: فيك وفي الثلاثة من قبلك، فمن مفرط منهم غالٍ، ومقتصد تالٍ من متردّد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يُحجم؟
فقال: حسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النّمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التّالي.
فقال له الحارث: لو كشفت فداك أبي وأمي الرّيْن عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.
قال (عليه السّلام): قدك، فإنّك امرؤ ملبوس عليك، إنّ دين الله لا يُعرف بالرّجال بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله. يا حارث إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصّادع به مجاهد، وبالحقّ أُخبرك، فأرعني سمعك ثمّ خبّر به من كان له حصافة من أصحابك. ألا إنّي عبد الله، وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته وآدم بين الرّوح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أُمّتكم حقًّا، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، ونحن خاصّته يا حارث وخالصته، وأنا صنوّه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أُوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واسْتُودعت ألف مفتاح، يفتح كلّ مفتاح ألف باب، يفضي كلّ باب إلى ألف ألف عهد، وأُيّدت واتّخذت، وأُمددت بليلة القدر نفلًا، وإنّ ذلك يجري لي ولمن استحفظ من ذريّتي ما جرى اللّيل والنّهار حتّى يرث الله الأرض ومن عليها. وأُبشّرك يا حارث لتعرفني عند الممات، وعند الصّراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة.
قال الحارث: وما المقاسمة يا مولاي؟
قال: مقاسمة النّار، أُقاسمها قسمة صحيحة، أقول: هذا وليّي فاتركيه، وهذا عدوّي فخُذيه. ثمّ أخذ أمير المؤمنين (عليه السّلام) بيد الحارث فقال: يا حارث، أخذت بيدك كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيدي فقال لي وقد شكوت إليه حسد قريش والمنافقين لي: إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحُجزته يعني عصمته من ذي العرش تعالى وأخذت أنت يا عليّ بحُجزتي وأخذ ذريّتك بُحجزتك وأخذ شيعتكم بحُجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، نعم أنت مع مَنْ أحببت ولك ما اكتسبت، - يقولها ثلاثًا -. فقام الحارث: يجرّ رداءه وهو يقول: ما أُبالي بعدها متى لقيت الموت أو لقيني".[المفيد، الأمالي، ص4-5، ح3 المجلس الأوّل].
* للفائدة، راجع:
- "ولاية أمير المؤمنين(ع) جواز عبور الصّراط"
https://www.youtube.com/watch?v=HobuX7YVxmI
- "وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ"
https://www.youtube.com/watch?v=V4HtY_5EjDw
عجّل الله تعالى لنور آل محمّد وسائقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم الإمام بقيّة الله الأعظم (عليه وآله السّلام) الفرج ونحن معه. اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.
& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
• facebook
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُمْ
* روى الشّيخ أبو عبد الله المفيد بسنده عن الأصبغ بن نُباتة قال: "دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) في نفر من الشّيعة وكُنت فيهم، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته، ويخبط الأرض بمحجنه، وكان مريضا، فأقبل عليه أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكانت له منه منزلة، فقال: كيف تجدك يا حارث؟ فقال: نال الدهر يا أمير المؤمنين منّي، وزادني أوارًا وغليلًا اختصام أصحابك ببابك.
قال: وفيم خصومتهم؟ قال: فيك وفي الثلاثة من قبلك، فمن مفرط منهم غالٍ، ومقتصد تالٍ من متردّد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يُحجم؟
فقال: حسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النّمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التّالي.
فقال له الحارث: لو كشفت فداك أبي وأمي الرّيْن عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.
قال (عليه السّلام): قدك، فإنّك امرؤ ملبوس عليك، إنّ دين الله لا يُعرف بالرّجال بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله. يا حارث إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصّادع به مجاهد، وبالحقّ أُخبرك، فأرعني سمعك ثمّ خبّر به من كان له حصافة من أصحابك. ألا إنّي عبد الله، وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته وآدم بين الرّوح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أُمّتكم حقًّا، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، ونحن خاصّته يا حارث وخالصته، وأنا صنوّه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أُوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واسْتُودعت ألف مفتاح، يفتح كلّ مفتاح ألف باب، يفضي كلّ باب إلى ألف ألف عهد، وأُيّدت واتّخذت، وأُمددت بليلة القدر نفلًا، وإنّ ذلك يجري لي ولمن استحفظ من ذريّتي ما جرى اللّيل والنّهار حتّى يرث الله الأرض ومن عليها. وأُبشّرك يا حارث لتعرفني عند الممات، وعند الصّراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة.
قال الحارث: وما المقاسمة يا مولاي؟
قال: مقاسمة النّار، أُقاسمها قسمة صحيحة، أقول: هذا وليّي فاتركيه، وهذا عدوّي فخُذيه. ثمّ أخذ أمير المؤمنين (عليه السّلام) بيد الحارث فقال: يا حارث، أخذت بيدك كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيدي فقال لي وقد شكوت إليه حسد قريش والمنافقين لي: إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحُجزته يعني عصمته من ذي العرش تعالى وأخذت أنت يا عليّ بحُجزتي وأخذ ذريّتك بُحجزتك وأخذ شيعتكم بحُجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، نعم أنت مع مَنْ أحببت ولك ما اكتسبت، - يقولها ثلاثًا -. فقام الحارث: يجرّ رداءه وهو يقول: ما أُبالي بعدها متى لقيت الموت أو لقيني".[المفيد، الأمالي، ص4-5، ح3 المجلس الأوّل].
* للفائدة، راجع:
- "ولاية أمير المؤمنين(ع) جواز عبور الصّراط"
https://www.youtube.com/watch?v=HobuX7YVxmI
- "وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ"
https://www.youtube.com/watch?v=V4HtY_5EjDw
عجّل الله تعالى لنور آل محمّد وسائقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم الإمام بقيّة الله الأعظم (عليه وآله السّلام) الفرج ونحن معه. اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.
& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.