"لَعَنَ الله عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَأَبْرَأُ إِلى الله مِنْهُمْ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ"

آخر المواضيع

الجمعة، 14 أبريل 2017

◆سيّدنا أبو طالب (عليه السّلام) سيّد شيعة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سرًّا◆

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم

لَمْ أجد في يوم الجُمعة المبارك - مُباركٌ لاختصاصه بإمام زماننا (عليه السّلام) - الموافق (14/ 4/ 2017م) في التقرّب إلى الإمام بقيّة الله الأعظم الحُجّة بن الحسن العسكري (عجّل الله فرجه الشّريف) أفضل مِنْ كتابة سطور قليلة في سيّدنا وشفيعنا جدّ الإمام الحُجّة بن الحسن، مُؤمن قُريش سيّدنا أبو طالب بن عبد المطلب (عليهما وآلهما السّلام). 
لا أنسى أنْ أذكر أنّه: وأنا أكتب هذه السّطور، تذكّرت حادثة، وهي أنّه قبل سنوات، وتحديدًا قبل ثماني سنوات في سنة (2009م) مِنْ شهر نُوفمبر في دولة الكويت، حدّثني بها سيّدٌ جليل مِنْ أساتذة الحوزة العِلميّة - ابن أحد علمائنا الأعلام مِنْ أصحاب المصنّفات المشهورة بين شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) أتحفّظ عَنْ ذكر اسم هذا السيّد حفظه الله تعالى - كُنّا في أحد المجالس في دولة الكويت ، قال السيّد أثناء حوارٍ ومُحادثة بيننا: "أنّه قبل سنوات طويلة جاء أحد عُلماء الحوزة العِلميّة إمّا حوزة قُم المقدّسة أو حوزة النّجف الأشرف - التردّد منّي - بكتاب هُو ألّفه، أكثر مِنْ خمسمائة صفحة، في إثبات كُفر أبو طالب!".انتهى.
ذكرت هذا الحادثة في بداية كلامي حتّى أُضيف سطرًا في مظلوميّة سيّدنا أبو طالب بن عبد المطّلب (صلوات الله عليه وآله ولعنة الله على مُخالفيه).
أقول: جاء في أحاديثنا الشّريفة أنّه ينبغي على كلّ مُؤمن ومُؤمنة أنْ يتعلّم ويتدارس شعر سيّدنا أبو طالب (صلوات الله عليه وآله) ويعلّمه لأولاده، منها ما رواه الشّيخ الحُرّ العاملي عَنْ السيّد فخار بن معد الموسوي بسنده عَنْ عليّ بن أحمد بن مسعدة بن صدقة عَنْ عمّه عَنِ الصّادق (عليه السّلام) قال: "كَانَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ ع يُعْجِبُهُ أَنْ يُرْوَى شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ وَأَنْ يُدَوَّنَ، وَقَالَ: تَعَلَّمُوهُ وَعَلِّمُوهُ‏ أَوْلَادَكُمْ؛‏ فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى دِينِ اللهِ وَفِيهِ عِلْمٌ كَثِيرٌ".[وسائل الشّيعة: 12/ 450، ح15 كتاب التجارة].
كما ينبغي إهداء الأعمال وكالصّلوات والحجّ وغيرها إلى سيّدنا أبو طالب (صلوات الله عليه وآله) وإلى جميع آباء وأُمهات أهل البيت (عليهم السّلام)، فقد روى الشّيخ الكُليني بسنده عَنْ داوود الرّقيّ، قال: "دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله (عليه السّلام) ولِي عَلَى رَجُلٍ مَالٌ قَدْ خِفْتُ تَوَاه فَشَكَوْتُ إِلَيْه ذَلِكَ، فَقَالَ لِي: إِذَا صِرْتَ بِمَكَّةَ فَطُفْ عَنْ عَبْدِ المُطَّلِبِ طَوَافًا وصَلِّ رَكْعَتَيْنِ عَنْه، وطُفْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ طَوَافًا وصَلِّ عَنْه رَكْعَتَيْنِ، وطُفْ عَنْ عَبْدِ الله طَوَافًا وصَلِّ عَنْه رَكْعَتَيْنِ، وطُفْ عَنْ آمِنَةَ طَوَافًا وصَلِّ عَنْهَا رَكْعَتَيْنِ، وطُفْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ طَوَافًا وصَلِّ عَنْهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ادْعُ أَنْ يُرَدَّ عَلَيْكَ مَالُكَ. قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ بَابِ الصَّفَا وإِذَا غَرِيمِي وَاقِفٌ يَقُولُ: يَا دَاوُدُ حَبَسْتَنِي، تَعَالَ اقْبِضْ مَالَكَ".[الكافي: 4/ 544، ح21 كتاب الحجّ].
كما أنصح المؤمنين والمؤمنات جميعًا أنْ يقرؤوا ويتدبّروا في سيرة مولانا أبو طالب (عليه وآله السّلام)، بقراءة المؤلّفات التالية:
- موسوعة العلّامة مُحمّد باقر المجلسي الشّريفة: "بحار الأنوار": ج35/ كتاب تاريخ أمير المؤمنين (عليه السّلام)/ الباب الثّالث.
- الجزء السّابع مِنْ موسوعة العلّامة عبد الحسين الأميني النّجفي: "الغدير".
- كتاب: "أبو طالب (عليه السّلام) حامي الرّسول (صلّى الله عليه وآله) وناصره"، تأليف: نجم الدّين العسكري.
- كتاب: "مواهب الواهب  في فضائل والد أمير المؤمنين أبي طالب (عليه السّلام)"، تأليف: الشّيخ جعفر بن محمد النقدي.
* وأخيرًا؛ راجع:
 "مُعجم ما أُلِّف عَنْ أبي طالب (عليه السّلام"، تأليف: عبد الله صالح المُنتفكي؛ نقلًا عَنْ "مجلّة تُراثنا: العددان الثّالث والرّابع [63 و64]، السنة السادسة عشرة، ص163-233.
وهذا المعجم مستلّ من الجزء الأوّل من كتابه: "معجم المصنّفات والمصنِّفين حول أبي طالب (عليه السّلام)" مِنْ:  "الموسوعة الإسلاميّة في أبي طالب (عليه السّلام)"، وقد رتّبه على المواضيع، ثُمّ رتّب المواضيع على الحروف الهجائيّة، وجعله في عشرة أقسامٍ، وهي كالتّالي:
- القسم الأوّل: (59) كتابًا في:"ما أُلِّف في إثبات إيمان أبي طالب (عليه السّلام)، ودفع شبهة الكُفر عنه".
- القسم الثاني: (24) كتابًا في:"مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة في إيمان أبي طالب (عليه السّلام) وأدبه". 
- القسم الثالث: ( 25) كتابًا في: "ما أُلِّف في تاريخ حياة أبي طالب (عليه السّلام) ودفاعه عن الإسلام". 
- القسم الرّابع:   (6) كُتب في: "ما كُتب في فضائل ومناقب أبي طالب (عليه السّلام)".
- القسم الخامس: (كتاب واحد) في: "ما رواه أبو طالب (عليه السّلام) عَنْ الرّسول (صلّى الله عليه وآله)".
- القسم السّادس: (14) كتابًا في:"ديوان أبي طالب (عليه السّلام)، جمعًا وشرحًا وتحقيقًا". 
- القسم السّابع: (4) شروح في:"شروح القصيدة اللّاميّة لأبي طالب (عليه السّلام)". 
- القسم الثامن:  (6) دراسات في: "دراسات في أدب أبي طالب (عليه السّلام)".
- القسم التاسع: (4) كُتب في:"أبو طالب  (عليه السّلام) في الشّعر الإسلامي". 
- القسم العاشر: (7) كُتب في: "مؤلَّفات في أبي طالب (عليه السّلام) مترجمة إلى لغاتٍ أخرى".

وختامًا، أقول: روى الشّيخ الحُرّ العاملي (رضي الله عنه) عَنْ السيّد شمس الدّين فخار بن معد الموسوي في كتاب: "الرّدّ على الذّاهب إلى تكفير أبي طالب" بإسناده إلى أبي جعفر بن بابويه عَنْ مُحمّد بن عليّ الأسترآبادي عَنْ أبيه عَنْ يُوسف بن مُحمّد بن زياد وعليّ بن مُحمّد بن سيَّار عَنْ أبويهما عَنِ الحسن بن عليّ العسكري (عليه السّلام) قال: "إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَى رَسُولِهِ (صلّى الله عليه وآله): "إِنِّي قَدْ أَيَّدْتُكَ بِشِيعَتَيْنِ: شِيعَةٍ تَنْصُرُكَ سِرًّا فَسَيِّدُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ عَمُّكَ أَبُو طَالِبٍ، وَشِيعَةٍ تَنْصُرُكَ‏ عَلَانِيَةً فَسَيِّدُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ".[الحُرّ العاملي، الجواهر السَّنِيَّة في الأحاديث القُدسيّة، ص204-205، بـ12].

رزقنا الله تعالى في الدُّنيا زيارة سيّدنا ومولانا أبو طالب (عليه وآله السّلام)،  وفي الآخرة شفاعته بحقّ مُحمّد وآل مُحمّد (صلوات الله تعالى عليهم ولعنة على أعدائهم).

& السيّد جهاد الموسوي &
14/ 4/ 2017م.
‏• youtube / channel
‏• visiblewater.blogspot.com
‏• facebook

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.