"لَعَنَ الله عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَأَبْرَأُ إِلى الله مِنْهُمْ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ"

آخر المواضيع

الاثنين، 23 يوليو 2018

◆مِنْ أهم أسباب سُوء حال الشّيعة وتردّي أحوالهم◆

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم


- روى الشّيخ أبو جعفر الصّدوق بسنده عَنْ مُحمّد بن أبي عمير، عَنْ جميل بن درّاج، عَنْ زُرارة، عَنْ أبي جعفر (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): "قِوَامُ الدِّينِ بِأَرْبَعَةٍ: 
[1] بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُسْتَعْمِلٍ لَهُ. 
[2] وَبِغَنِيٍّ لَا يَبْخَلُ بِفَضْلِهِ عَلَى أَهْلِ دِينِ اللهِ. 
[3] وَبِفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ. 
[4] وَبِجَاهِلٍ لَا يَتَكَبَّرُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ. 
فَإِذَا كَتَمَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ، وَبَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَالِهِ، وَبَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ، وَاسْتَكْبَرَ الْجَاهِلُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ رَجَعَتِ الدُّنْيَا إِلَى وَرَائِهَا الْقَهْقَرَى؛ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ كَثْرَةُ المَسَاجِدِ وَأَجْسَادُ قَوْمٍ مُخْتَلِفَةٍ. 
قِيلَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، كَيْفَ الْعَيْشُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ 
فَقَالَ (عليه السّلام): خَالِطُوهُمْ بِالْبَرَّانِيَّةِ - يَعْنِي فِي الظَّاهِرِ - وَخَالِفُوهُمْ فِي الْبَاطِنِ، لِلْمَرْءِ مَا اكْتَسَبَ وَهُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ، وَانْتَظِرُوا مَعَ ذَلِكَ الْفَرَجَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".[الصّدوق، الخِصال، ص197، ح5].

> بيان
أقول: وأهم سببين مِنْ هذه الأسباب الأربعة الّتي نراها في واقعنا؛ هُما:
1- نُدرة وُجود "العَالِم النّاطق المُستعمِل للعِلم"؛ فأكثرهم فُقهاء سُوء، يُسمّيهم أشباه النّاس عُلماء.
2- و"الجاهل"، لا سيّما: "حمار الطّاحونة"، وهو: المُتَعبّد على غير فقه. 
وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي إِذَا صَلَحَا صَلَحَتْ أُمَّتِي، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَتْ أُمَّتِي؟ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ هُمَا؟ قَالَ: الْفُقَهَاءُ، وَالْأُمَرَاءُ".[الصّدوق، الخِصال، ص37، ح12].
وقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) أيضًا:‏ "سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ لَا يَبْقَى مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ، وَمِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ، يُسَمَّوْنَ بِهِ وَهُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ، مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، فُقَهَاءُ ذَلِكَ الزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ؛ مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَإِلَيْهِمْ تَعُودُ".[الصّدوق، عِقَاب الأعمال، ص299].
وقال الإمام الحَسن العسكري (عليه السّلام): "قَالَ‏ رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): شِرَارُ عُلَمَاءِ أُمَّتِنَا: المُضِلُّونَ عَنَّا، الْقَاطِعُونَ لِلطُّرُقِ إِلَيْنَا، المُسَمُّونَ أَضْدَادَنَا بِأَسْمَائِنَا، المُلَقِّبُونَ أَضْدَادَنَا بِأَلْقَابِنَا، يُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لِلَّعْنِ مُسْتَحِقُّونَ، وَيَلْعَنُونَنَا وَنَحْنُ بِكَرَامَاتِ اللهِ مَغْمُورُونَ، وَبِصَلَوَاتِ اللهِ وَصَلَوَاتِ مَلَائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ عَلَيْنَا عَنْ صَلَوَاتِهِمْ عَلَيْنَا مُسْتَغْنُونَ.‏
ثُمَّ قَالَ: قِيلَ‏ لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عليه وآله السّلام): مَنْ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ بَعْدَ أَئِمَّةِ الْهُدَى وَمَصَابِيحِ الدُّجَى؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ إِذَا صَلَحُوا. قِيلَ: فَمَنْ شَرُّ خَلْقِ اللهِ بَعْدَ إِبْلِيسَ وَفِرْعَوْنَ وَنُمْرُودَ، وَبَعْدَ المُتَّسِمِينَ‏ بِأَسْمَائِكُمْ وَالمُتَلَقِّبِينَ‏ بِأَلْقَابِكُمْ، وَالْآخِذِينَ لِأَمْكِنَتِكُمْ، وَالمُتَأَمِّرِينَ فِي مَمَالِكِكُمْ؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ إِذَا فَسَدُوا، هُمُ المُظْهِرُونَ لِلْأَبَاطِيلِ، الْكَاتِمُونَ لِلْحَقَائِقِ، وَفِيهِمْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تابُوا} الْآيَةَ.[تفسير الإمام العسكري (عليه السّلام): ص275، ح143، ح144].
وقال أمير المُؤمنين (عليه وآله السّلام): "إِنَّ فِي جَهَنَّمَ رَحًى تَطْحَنُ خَمْسًا، أَفَلَا تَسْأَلُونَ مَا طَحْنُهَا؟ فَقِيلَ لَهُ: فَمَا طَحْنُهَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ الْفَجَرَةُ، وَالْقُرَّاءُ الْفَسَقَةُ، وَالْجَبَابِرَةُ الظَّلَمَةُ، وَالْوُزَرَاءُ الْخَوَنَةُ، وَالْعُرَفَاءُ الْكَذَبَةُ؛ وَإِنَّ فِي النَّارِ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الْحَصِينَةُ؛ أَفَلَا تَسْأَلُونِّي مَا فِيهَا؟ فَقِيلَ: وَمَا فِيهَا، يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: فِيهَا أَيْدِي النَّاكِثِينَ‏".[الصّدوق، الخِصَال، ص296، ح65].
.
- راجع؛ مُحاضرة: مفهوم "الإنتظار": معناه وكيفيّته
.
- وأيضًا؛ مُحاضرة: أحمد بن هلال العبرتائي: سيرة عالم مُنحرف
.
- وأيضًا؛ نظرة تحليليّة مُعمّقة لحديث: "فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوهُ‏"
.
.
السيّد جهاد الموسوي
‏•youtube / channel
‏•visiblewater.blogspot.com
‏•facebook

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.