بعض ما خرج من توقيعات الإمام صاحب الزّمان عليه
السّلام
6- أقول: ثم قال في الكتاب المذكور: قال أبو
علي الحسن بن أشناس: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الدعجلي، عن حمزة بن محمد
بن الحسن بن شبيب، عن أحمد بن إبراهيم قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي
إلى رؤية مولانا عليه السلام فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه ؟ فقلت له: نعم،
فقال لي: شكر الله لك شوقك، وأراك وجهه في يسر وعافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله
أن تراه فان أيام الغيبة يشتاق إليه، ولا يسأل الاجتماع معه، إنه عزائم الله،
والتسليم لها أولى ولكن توجه إليه بالزيارة، فأما كيف يعمل وما أملاه عند محمد بن
علي فانسخوه من عنده وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة
تقرأ قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين ثم تصلي على محمد وآله، وتقول قول
الله جل اسمه: سلام على آل ياسين، ذلك هو الفضل المبين من عند الله، والله ذو
الفضل العظيم، إمامه من يهديه صراطه المستقيم، قد آتاكم الله خلافته يا آل ياسين.
وذكرنا في الزيارة وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين.
7- الشّيخ الطّبرسي في
"الإحتجاج": ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام
بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
قدس الله روحه ونور ضريحه، ذكر موصله أنه تحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته:
للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمّد بن النعمان
أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد. بسم الله الرحمن الرحيم أما
بعد، سلام عليك أيها المولى المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد
إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا نبينا محمد وآله
الطاهرين ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق،
أنه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك، أعزهم
الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته.
فقف أمدك الله بعونه على أعدائه المارقين من
دينه، على ما نذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله، نحن
وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا
من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا يحيط
علمنا بأنبائكم، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم، ومعرفتنا بالزلل الذي أصابكم، مذ جنح
كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنهم لا
يعلمون. إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللّأواء
واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت
عليكم، يهلك فيها من حم أجله، ويحمى عليه من أدرك أمله، وهي أمارة لازوف حركتنا
ومباثتكم بأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو كره المشركون.
اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية، يحششها
عصب اموية تهول بها فرقة مهدية أنا زعيم بنجاة من لم يرم منها المواطن الخفية،
وسلك في الطعن منها السبل الرضية، إذا حل جمادى الاولى من سنتكم هذه، فاعتبروا بما
يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون من الذي يليه، ستظهر لكم من السماء آية
جلية ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق، ويغلب من بعد
على العراق طوائف عن الإسلام مراق، يضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق، ثم تتفرج
الغمة من بعده، ببوار طاغوت من الأشرار، يسر بهلاكه المتقون الأخيار، ويتفق لمريدي
الحج من الآفاق، ما يأملونه على توفير غلبة منهم واتفاق، ولنا في تيسير حجهم على
الاختيار منهم والوفاق، شأن يظهر على نظام واتساق. فيعمل كل امرئ منكم ما يقرب به
من محبتنا وليتجنب ما يدنيه من كراهيتنا، وسخطنا، فإنّ امرءا يبغته فجأة حين لا
تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة، والله يلهمك الرشد، ويلطف لكم
بالتوفيق برحمته.
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها
السلام: هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، والمخلص في ودنا الصفي، والناصر لنا
الوفي، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه
بماله ضمناه أحدا، وأد ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إنشاء
الله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
8- الشّيخ الطّبرسي في
"الإحتجاج": ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس
الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخته: من عبد الله المرابط
في سبيله إلى ملهم الحق ودليله. بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك أيها الناصر
للحق الداعي إلى كلمة الصدق، فانا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، إلهنا وإله
آبائنا الأولين ونسأله الصلاة على نبينا وسيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى
أهل بيته الطيبين الطاهرين. وبعد: فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي
وهبه لك من أوليائه وحرسك من كيد أعدائه،
وشفعنا ذلك الآن من مستقر لنا، ينصب في شمراخ من بهماء صرنا إليه آنفا من غماليل
ألجأ إليه السباريت من الإيمان، ويوشك أن يكون هبوطنا منه إلى صحصح من غير بعد من
الدهر، ولا تطاول من الزمان، ويأتيك نبأ منا بما يتجدد لنا من حال، فتعرف بذلك ما
تعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال والله موفقك لذلك برحمته. فلتكن حرسك الله بعينه
التي لا تنام أن تقابل بذلك، ففيه تبسل نفوس قوم حرثت باطلا لاسترهاب المبطلين
وتبتهج لدمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون. وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة
بالحرم المعظم، من رجس منافق مذمم، مستحل للدم المحرم، يعمد بكيده أهل الايمان،
ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم لهم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا
يحجب عن ملك الأرض والسماء، فليطمئن بذلك من أولياءنا القلوب وليثقوا بالكفاية
منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة لجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم، ما
اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب. ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا
الظالمين، أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من اتقى
ربه من إخوانك في الدين وخرج عليه بما هو مستحقه كان آمنا من الفتنة المظلة،
ومحنها المظلمة المضلة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته، على من أمره بصلته،
فانه يكون خاسرا بذلك لاولاه وآخرته، ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، على
اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت
لهم، السعادة بمشاهدتنا، على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما
يتصل بنا مما نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصلواته على سيدنا البشير النذير، محمد وآله الطاهرين وسلم. وكتب في غرة شوال من
سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على
صاحبها، هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهم للحق العلي باملائنا وخط ثقتنا فأخفه
عن كل أحد، واطوه واجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا، شملهم
الله ببركتنا [ودعائنا] إن شاء الله، والحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وآله
الطاهرين.
9- الشّيخ الطّبرسي في
"الإحتجاج": عن الشيخ الموثّق أبي عمر العامريّ (رحمة الله عليه) قال:
تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف فذكر ابن أبي غانم أن أبا
محمد عليه السلام مضى ولا خلف له ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية،
وأعلموا بما تشاجروا
فيه، فورد جواب كتابهم بخطه صلى الله عليه وعلى آبائه:
بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله
وإيّاكم من الفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب، إنه
انهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمرهم،
فغمنا ذلك لكم لا لنا وسأونا فيكم لا فينا، لأنّ الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره،
والحقّ معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا. يا
هؤلاء ما لكم في الريب تترددون وفي الحيرة تنعكسون أو ما سمعتم الله عزّ وجلّ
يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ
الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ " أو ما علمتم ما جاءت به الآثار مما
يكون ويحدث في أئمتكم على الماضين والباقين منهم عليهم السّلام؟ أو ما رأيتم كيف
جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم إلى أن ظهر الماضي
عليه السلام كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله إليه
ظننتم أن الله أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون،
حتّى تقوم الساعة، ويظهر أمر الله وهم كارهون.
وإنّ الماضي عليه السلام مضى سعيدا فقيدا
على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل وفينا وصيته وعلمه، ومن هو خلفه،
ومن يسد مسده، ولا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر،
ولولا أن أمر الله لا يغلب، وسره لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبهر منه
عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنه ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب. فاتقوا الله، وسلموا
لنا، وردوا الأمر إلينا، فعلينا الاصدار، كما كان منا الايراد، ولا تحاولوا كشف ما
غطي عنكم، ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلى اليسار، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة
على السنة الواضحة، فقد نصحت لكم والله شاهد علي وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة
صلاحكم ورحمتكم، والاشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل مما قد امتحنا من منازعة
الظالم العتل الضال المتابع في غيه، المضاد لربه، المدعي ما ليس له، الجاحد حق من
افترض الله طاعته، الظالم الغاصب.
وفي ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله لي
أُسوة حسنة، وسيردي الجاهل رداءة عمله وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عصمنا الله
وإياكم من المهالك والأسواء، والآفات والعاهات كلها برحمته فانه ولي ذلك، والقادر
على ما يشاء، وكان لنا ولكم وليا وحافظا والسلام على جميع الأوصياء والأولياء
والمؤمنين، ورحمة الله وبركاته وصلى الله على محمّد النبيّ وسلّم تسليمًا.
غيبة الطّوسي: جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد
بن علي الرازي عن الحسين ابن محمّد القمي عن محمد بن علي بن زبيان الطلحي الآبي عن
عليّ بن محمد بن عبدة النيسابوري عن علي بن إبراهيم الرازي قال: حدّثني الشيخ
الموثوق به بمدينة السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم إلى آخر الخبر.
10- الشّيخ الطّبرسي في
"الإحتجاج": محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن
عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليَّ، فورد
التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السّلام):
أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر
المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم أنه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحد
قرابة، من أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح، وأما سبيل عمي جعفر وولده، فسبيل
إخوة يوسف عليه السلام وأما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب وأما أموالكم فما
نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل، ومن شاء فليقطع فما آتانا الله خير مما
آتاكم.
وأمّا ظهور الفرج فإنّه إلى الله وكذب
الوقاتون.
وأمّا قول من زعم أنّ الحسين عليه السّلام
لم يُقتل، فكفر وتكذيب وضلال.
وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى
رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليكم.
وأمّا محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه
وعن أبيه من قبل فإنّه ثقتي وكتابه كتابي.
وأمّا محمّد بن عليّ بن مهزيار الأهوازي
فسيصلح الله قلبه، ويزيل عنه شكه.
وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلّا لما
طاب وطهر، وثمن المغنية حرام.
وأمّا محمّد بن شاذان بن نعيم فإنّه رجل من
شيعتنا أهل البيت.
وأمّا أبو الخطاب محمّد بن أبي زينب الأجدع
فإنّه ملعون وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فانّي منهم بريء وآبائي عليهم
السلام منهم براء.
وأمّا المتلبّسون بأموالنا فمن استحلّ شيئًا
منها فأكله فانما يأكل النيران.
وأمّا الخمس فقد أُبيح لشيعتنا وجعلوا منه
في حلٍّ إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث.
وأمّا ندامة قوم شكّوا في دين الله على ما
وصلونا به، فقد أقلنا من استقال ولا حاجة لنا إلى صلة الشاكين.
وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزّ
وجلّ يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء
إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ"، إنّه لم يكن أحد من آبائي إلّا وقد وقعت في
عنقه بيعة لطاغية زمانه وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع
بالشّمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان
لأهل السّماء، فاغلقوا أبواب السّؤال عمّا لا يعنيكم ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم
وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم، والسّلام عليك يا إسحاق بن يعقوب
وعلى من اتبع الهدى.
- غيبة الشّيخ الطّوسي: جماعة، عن ابن
قولويه وأبي غالب الزراري وغيرهما عن الكليني عن إسحاق بن يعقوب مثله.
- كمال الدّين وتمام النّعمة للشّيخ
الصّدوق: ابن عصام عن الكليني عن إسحاق بن يعقوب مثله.
المجلسي، بحار الأنوار،
53/ 99-129، باب31.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.