ما خرج من توقيعات الإمام صاحب الزّمان عليه
السّلام
16- الشّيخ
الصّدوق في "كمال الدّين": ابن الوليد عن سعد عن علّان عن محمّد بن
جبرئيل عن إبراهيم ومحمد ابني الفرج عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار أنّه ورد
العراق شاكًّا مرتادًا فخرج إليه:
قل للمهزيار قد فهمنا ما حكيته عن موالينا
بناحيتكم، فقل لهم أما سمعتم الله عزوجل يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ
مِنكُمْ" هل أمر إلا بما هو كائن إلى يوم القيامة أولم تروا أن الله عزوجل
جعل لهم معاقل يأوون إليها وأعلاما يهتدون بها من لدن آدم إلى أن ظهر الماضي صلوات
الله عليه كلّما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلمّا قبضه الله عزّ وجلّ
إليه، ظننتم أن الله قد قطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك، ولا يكون حتى
تقوم الساعة، ويظهر أمر الله وهم كارهون.
يا محمّد بن إبراهيم لا يدخلك الشكّ فيما
قدمت له فإنّ الله لا يخلي الأرض من حجّة، أليس قال لك أبوك قبل وفاته أحضر
السّاعة من يعير هذه الدنانير الّتي عندي فلمّا أبطأ ذلك عليه، وخاف الشيخ على
نفسه الوحا قال لك: عيّرها على نفسك وأخرج إليك كيسًا كبيرًا وعندك بالحضرة ثلاثة
أكياس وصرّة فيها دنانير مختلفة النقد، فعيّرتها وختم الشيخ عليها بخاتمه، وقال
لك: اختم مع خاتمي فإن أعش فأنا أحقّ بها، وإن أمت فاتّق الله في نفسك أولًا ثم
فيَّ فخلّصني، وكن عند ظنّي بك.
أخرج رحمك الله الدنانير الّتي استفضلتها من
بين النقدين من حسابنا وهي بضعة عشر دينارا واسترد من قبلك فان الزمان أصعب ما
كان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
17- الشّيخ
الصّدوق في "كمال الدّين": قال الحسين بن إسماعيل الكندي: كتب جعفر بن
حمدان فخرجت إليه هذه المسائل: استحللت بجارية وشرطت عليها أن لا أطلب ولدها ولم
الزمها منزلي، فلما أتى لذلك مدّة قالت لي: قد حبلت، فقلت لها: كيف ولا أعلم أني
طلبت منك الولد، ثم غبت وانصرفت، وقد أتت بولد ذكر، فلم انكره ولا قطعت عنها
الإجراء والنفقة، ولي ضيعة قد كنت قبل أن تصير إلي هذه المرأة سبلتها على وصاياي،
وعلى سائر ولدي، على أن الأمر في الزيادة والنقصان منه إلي أيام حياتي، وقد أتت
هذه بهذا الولد، فلم الحقه في الوقت المتقدم المؤبد وأوصيت إن حدث بي الموت أن
يجري عليه مادام صغيرا، فإذا كبر
اعطي من هذه الضيعة جملة مائتي دينار غير مؤبد، ولا يكون له ولا لعقبه بعد إعطائه
ذلك في الوقف شئ فرأيك أعزك الله في إرشادي فيما عملته، وفي هذا الولد بما أمتثله
والدعاء لي بالعافية وخير الدنيا والآخرة.
جوابها: أمّا الرجل الذي استحل بالجارية
وشرط عليها أن لا يطلب ولدها فسبحان من لا شريك له في قدرته شرط على الجارية شرط
على الله عزّ وجلّ؟ هذا ما لا يؤمن أن يكون، وحيث عرض في هذا الشكّ، وليس يعرف
الوقت الذي أتاها فيه، فليس ذلك بموجب لبراءة في ولده، وأمّا إعطاء المائتي دينار
وإخراجه من الوقف، فالمال ماله فعل فيه ما أراد.
قال أبو الحسين: حسب الحساب [قبل المولود]
فجاء الولد مستويًا.
18- الشّيخ
الصّدوق في "كمال الدّين": أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتّب، قال:
حدّثنا أبو عليّ بن همام بهذا الدعاء وذكر أنّ الشيخ
(قدّس الله روحه) أملاه عليه، وأمره أن يدعو
به، وهو الدعاء في غيبة القائم (عليه السّلام):
اللّهمَّ عرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ
لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، اللّهمَّ عَرِّفْنِي
رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ،
اللّهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ
ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي، اللّهمَّ لاَ تُمِتْنِي مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَلاَ تُزِغْ
قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، اللّهمَّ فَكَمَا هَدَيْتَنِي لِوَلاَيَةِ مَنْ
فَرَضْتَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ مِنْ وُلاَةَ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ
عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتَّى وَالَيْتُ وُلاَةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
عَلِيَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيًّا وَمُحَمَّدًا
وَجَعْفَرًا وَمُوسَى وَعَلِيًّا وَمُحَمَّدًا وَعَلِيًّا وَالْحَسَنَ
وَالْحُجَّةَ الْقَائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
اللّهمَّ فَثَبَّتْنِي عَلَى دِينِكَ
وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ، وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ، وَعَافِنِي
مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ، وَثَبِّتْنِي عَلَى طَاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ
الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، وَبِإِذْنِكَ غَابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ،
وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ وَأَنْتَ الْعَالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ
الَّذِي فِيهِ صَلاَحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الإِذْنِ لَهُ بِإِظْهَارِ أَمْرِهِ
وَكَشْفِ سِتْرِهِ، فَصَبِّرْنِي عَلَى ذَلِكَ حَتَّى لاَ أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا
أَخَّرْتَ وَلاَ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ، وَلاَ كَشْفَ مَا سَتَرْتَ، وَلاَ
الْبَحْثَ عَمَا كَتَمْتَ، وَلاَ أُنَازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ وَلاَ أَقُولُ لِمَ
وَكَيْفَ؟ وَمَا بَالُ وَلِيِّ الأَمْرِ لاَ يَظْهَرُ؟ وَقَدِ امْتَلأَتِ الأَرْضُ
مِنَ الْجَوْرِ وَأُفَوِّضُ أُمُورِي كُلِّهَا إِلَيْكَ.
اللّهمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي
وَلِيَّ أَمْرَكَ ظَاهِرًا نَافِذ الأَمْرِ، مَعَ عِلْمِي بَأَنَّ لَكَ
?لسُّلْطَانَ وَالْقُدْرَةَ
وَالْبُرْهَانَ وَالْحُجَّةَ وَالْمَشِيئَةَ وَالْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ، فَافْعَلْ
ذَلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى وَلِيِّ أَمْرِكَ
صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ ظَاهِرَ الْمَقَالَةِ، وَاضِحِ الدَّلاَلَةِ، هَادِيًا مِنَ
الضَّلاَلَةِ، شَافِيًا مِنَ الْجَهَالَةِ، أَبْرِزْ
يَا رَبِّ مُشَاهَدَتَهُ، وَثَبِّتْ
قَوَاعِدَهُ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ تَقِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنَا
بِخِدْمَتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ.
اللّهمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَا
خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بِيْنِ يَدَيْهِ
وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ
تَحْتِهِ، بِحِفْظِكَ الَّذِي لاَ يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فِيهِ
رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلاَمُ.
اللّهمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزِدْ فِي
أَجَلِهِ، وَأَعِنْهُ عَلَى مَا وَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ، وَزِدْ فِي
كَرَامَتِكَ لَهُ فَإِنَّهُ الْهَادِيُ الْمَهْدِيُّ، وَالْقَائِمُ الْمُهْتَدِي،
وَالطَّاهِرُ التَّقِيُّ، الزَّكِيُّ النَّقِيُّ، الرَّضِيُّ الْمَرْضِيِّ،
الصَّابِرُ الشَّكُورُ الْمُجْتَهِدُ.
اللّهمَّ وَلاَ تَسْلُبْنَا الْيَقِينَ
لِطُولِ الأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَانْقِطَاعِ خَبَرِهِ عَنَّا، وَلاَ تُنْسِنَا
ذِكْرَهُ وَانْتِظَارَهُ وَالإِيمَانَ بِهِ وَقُوَّةَ الْيَقِينِ فِي ظُهُورِهِ
وَالدُّعَاءَ لَهُ وَالصَّلاَةَ عَلَيْهِ حَتَّى لاَ يُقَنِّطُنَا طُولُ غَيْبَتِهِ
مِنْ قِيَامِهِ، وَيَكُونَ يَقِينُنَا فِي ذَلِكَ كَيَقِينَنَا فِي قِيَامِ
رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ
وَتَنْزِيلِكَ، فَقَوِّ قُلُوبَنَا عَلَى الإِيمَانِ بِهِ حَتَّى تَسْلُكَ بَنَا
عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَاجَ الْهُدَى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمَى وَالطَّرِيقَةَ
الْوُسْطَى، وَقَوِّنَا عَلَى طَاعَتِهِ وَثَبِّتْنَا عَلَى مُتَابَعَتِهِ
[مُشَايَعَتِهِ]، وَاجْعَلْنَا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوَانِهِ وَأَنْصَارِهِ،
وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ، وَلاَ تَسْلُبَنَا ذَلِكِ فِي حَيَاتِنَا وَلاَ عَنْدَ
وَفَاتِنَا حَتَّى تَتَوَفَّانَا وَنَحْنُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرَ شَاكِّينَ وَلاَ
نَاكِثِينَ وَلاَ مُرْتَابِينَ وَلاَ مُكَذِّبِينَ.
اللّهمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَيِّدْهُ
بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ نَاصِرِيهِ وَاخْذُلْ خَاذِلِيهِ، وَدَمْدِمْ عَلَى مَنْ
نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ وَأَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ
وِاسْتَنْقِذَ بِهِ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ، وَانْعِشَ بِهِ
الْبِلاَدَ وَاقْتُلْ بِهِ جَبَابِرَةَ الْكُفْرِ [الْجَبَابِرَةِ وَالْكَفَرَةِ]،
وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلاَلَةِ وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِينَ
وَالْكَافِرِينَ، وَأَبِرْ بِهِ الْمُنَافِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَجَمِيعَ
الْمُخَالِفِينَ وَالْمُلْحِدِينَ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا،
وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا، حَتَّى لاَ تَدَعَ مِنْهُمْ
دَيَّارًا وَلاَ تُبْقِيَ لَهُمْ آثَارًا، طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلاَدَكَ، وَاشْفِ
مِنْهُمْ صُدُورَ عَبَادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحَى مِنْ دِينِكَ،
وَأَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّل مِنْ حُكْمِكَ، وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ حَتَّى
يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ غَضًّا جَدِيدًا صَحِيحًا لاَ عِوَجَ فِيهِ
وَلاَ بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتَّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرَانَ الْكَافِرِينَ
فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ،
وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنْ الذُّنُوبَ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ
الْعُيُوبِ، وَأَطْلَعْتَهُ عَلَى الْغُيُوبِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَطَهَّرْتَهُ
مِنَ الرِّجْسِ وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.
اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ
الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى شِيعَتِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَبَلِّغْهُمْ مِنْ
آمَالِهِمْ أَفْضَلَ مَا يَأْمَلُونَ وَاجْعَلْ ذَلِكَ مِنَّا خَالِصًا مِنْ كُلِّ
شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتَّى لاَ نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلاَ
نَطْلُبَ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ.
اللّهمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ
نَبِيِّنَا وَغَيْبَةَ إِمَامِنَا [وَلِيِّنَا]، وَشِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا،
وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بَنَا، وَتَظَاهُرَ الأَعْدَاءِ عَلَيْنَا وَكَثْرَةَ
عَدُوِّنَا، وَقِلَّةَ عَدَدِنَا.
اللّهمَّ فَافْرُجْ ذَلِكَ عَنَّا بِفَتْحٍ
مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وَإِمَامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ
إِلَـهَ الْحَقِّ آمِينَ.
اللّهمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ
لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهَارِ عَدْلِكَ فِي عِبَادِكَ، وَقَتْلَ أَعْدَائِكَ فِي
بِلاَدِكَ، حَتَّى لاَ تَدَعَ لِلْجَوْرِ يَا رَبِّ دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا،
وَلاَ بَقِيَةً إِلَّا أَفْنَيْتَهَا، وَلاَ قَوَّةَ إِلَّا أَوْهَنْتَهَا، وَلاَ
رُكْنًا إِلَّا هَدَمْتَهُ، وَلاَ حَدًا إِلَّا فَلَلْتَهُ، وَلاَ سِلاَحًا إِلَّا
أَكْلَلْتَهُ، وَلاَ رَايَةً إِلَّا نَكَّسْتَهَا، وَلاَ شُجَاعًا إِلَّا
قَتَلْتَهُ، وَلاَ جَيْشًا إِلَّا خَذَلْتَهُ، وَارْمِهِمْ يَا رَبِّ بَحَجَرِكَ
?لدَّامِغِ وَاضْرِبْهُمْ بَسَيْفِكَ الْقَاطِعِ وَبَأْسِكَ الَّذِي لاَ تَرُدُّهُ
عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ، وَعَذِّبْ أَعْدَائَكَ وَأَعْدَاءَ وَلِيِّكَ
وَأَعْدَاءَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَأَيْدِي
عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ.
اللّهمَّ اكْفِ وَلِيِّكَ وَحُجَّتَكَ فِي
أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَكَيْدَ مَنْ أَرَادَهُ [كَادَهُ] وَامْكُرْ مَنْ
مَكَرَ بِهِ وَاجْعَلَ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَى مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءًا، وَاقْطَعْ
عَنْهُ مَادَّتَهُمْ، وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ، وَزَلْزِلْ أَقَدَامَهُمْ،
وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً، وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ، وَاخْزِهِمْ فِي
عِبَادِكَ، وَالْعَنْهُمْ فِي بِلاَدِكَ، وَأَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نَارِكَ،
وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذَابِكَ، وَأَصْلِهِمْ نَارًا وَاحْشُ قُبُورَ
مَوْتَاهُمْ نَارًا، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضَاعُوا
?لصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ وَأَضَلُّوا عِبَادَكَ وَأَخْرَبُوا
بِلاَدَكَ.
اللّهمَّ وَأَحْي بِوَلِيِّكَ الْقُرْآنَ،
وَأَرِنَا نُورَهُ سَرْمَدًا لاَ لَيْلَ فِيهِ، وَأَحْي بِهِ الْقُلُوبَ
الْمَيِّتَةَ، وَأَشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ، وَاجْمَعْ بِهِ الأَهْوَاءَ
الْمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ
وَلأَحْكَامَ الْمُهْمَلَةَ حَتَّى لاَ يَبْقَى حَقُّ إِلَّا ظَهَرَ وَلاَ عَدْلٌ
إِلَّا زَهَرَ، وَاجْعَلْنَا يَا رَبِّ مِنْ أَعْوَانِهِ وَمُقَوِّيَةِ
سُلْطَانِهِ وَالْمُؤْتَمِرِينَ لأَمْرِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ،
وَالْمُسَلِّمِينَ لأَحْكَامِهِ، وَمِمَّنْ لاَ حَاجَةَ بِهِ إِلَى التَّقِيَّةِ
مِنْ خَلْقِكَ، وَأَنْتَ يَا رَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ، وَتُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ، وَتُنْجِي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ، فَاكْشِفِ
الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَمَا ضَمِنْتَ
لَهُ.
اللّهمَّ لاَ تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَمَاءِ
آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنْ أَعْدَاءِ آلِ
مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ
وَالْغَيْطِ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنْ ذَلِكَ فَأَعِذْنِي، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي. اللّهمَّ صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فَائِزاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيَا
والآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.
19- الشّيخ الصّدوق في "كمال
الدّين": توقيع منه (عليه السّلام) كان خرج إلى العمري وابنه (رضي الله
عنهما) رواه سعد بن عبد الله قال الشيخ أبو جعفر (رضي الله عنه): وجدته مثبّتًا
بخطّ سعد بن عبد الله (رضي الله عنه).
وفقكما الله لطاعته، وثبتكما على دينه،
وأسعدكما بمرضاته، انتهى إلينا ما ذكرتما أن الميثمي أخبركما عن المختار، ومناظرته
من لقي، واحتجاجه بأن لا خلف غير جعفر بن عليّ، وتصديقه إيّاه، وفهمت جميع ما
كتبتما به ممّا قال أصحابكما عنه، وأنا أعوذ بالله من العمى بعد الجلاء، ومن
الضلالة بعد الهدى ومن موبقات الأعمال، ومرديات الفتن، فإنّه عزّ وجلّ يقول:
"الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ
يُفْتَنُون".
كيف يتساقطون في الفتنة، ويتردّدون في
الحيرة، ويُأْخَذون يمينًا وشمالَا فارقوا دينهم أم ارتابوا، أم عاندوا الحقّ أم
جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والأخبار الصّحيحة، أو علموا ذلك فتناسوا، أما
تعلمون أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة إمّا ظاهرًا، وإمّا مغمورّا، أولم يعلموا
انتظام أئمتهم بعد نبيّهم صلّى الله عليه وآله واحدًا بعد واحد إلى أن أفضى الأمر
بأمر الله عزّ وجلّ إلى الماضي - يعني الحسن بن عليّ - صلوات الله عليه، فقام مقام
آبائه عليهم السّلام يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
كان نورًا ساطعًا وقمرًا زاهرًا، اختار الله
عزّ وجلّ له ما عنده، فمضى على منهاج آبائه عليهم السّلام حذو النعل بالنعل، على
عهد عهده، ووصيّة أوصى بها إلى وصي ستره الله عزّ وجلّ بأمره إلى غاية، وأخفى
مكانه بمشيّته، للقضاء السّابق والقدر النافذ، وفينا موضعه، ولنا فضله، ولو قد أذن
الله عزّ وجلّ فيما قد منعه [عنه] وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه، لأراهم الحقّ
ظاهرًا بأحسن حلية، وأبين دلالة، وأوضح علامة، ولأبان عن نفسه، وقام بحجّته، ولكن
أقدار الله عزّ وجلّ لا تغالب، وإرادته لا تُردّ، وتوفيقه لا يسبق.
فليدعوا عنهم اتبّاع الهوى، وليقيموا على
أصلهم الّذي كانوا عليه، ولا يبحثوا عمّا سُتر عنهم فيأثموا، ولا يكشفوا ستر
الله عزّ وجلّ فيندموا، وليعلموا أنّ الحقّ معنا وفينا، لا يقول ذلك سوانا إلّا
كذّاب مفتر، ولا يدّعيه غيرنا إلّا ضالٌّ غويٌّ فليقتصروا منّا على هذه الجملة دون
التفسير، ويقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح، إن شاء الله.
20- الشّيخ
الصّدوق في "كمال الدّين": محمّد بن المظفر المصري عن محمّد بن أحمد
الدّاودي عن أبيه قال: كنت عند أبي القاسم [الحسين] بن روح (قدّس الله روحه) فسأله
رجل ما معنى قول العبّاس للنبيّ (صلّى الله عليه وآله): إنّ عمّك أبا طالب قد أسلم
بحساب الجمّل، وعقد بيده ثلاثة وستّين. قال: عنى بذلك "إله أحد جواد"
وتفسير ذلك أنّ الألف واحد واللّام ثلاثون، والهاء خمسة، والألف واحد، والحاء
ثمانية، والدّال أربعة والجيم ثلاثة، والواو ستّة، والألف واحد، والدّال أربعة،
فذلك ثلاثة وستّون.
21- الشّيخ الطّوسي: جماعة عن التلعكبريّ عن
أحمد بن عليّ عن الأسدي عن سعد عن أحمد بن إسحاق (رحمة الله عليه) أنّه جاءه بعض
أصحابنا يعلمه أنّ جعفر بن عليّ كتب إليه كتابًا يعرّفه فيه نفسه ويُعلمه أنّه
القيّم بعد أبيه، وأنّ عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من
العلوم كلها.
قال أحمد بن إسحاق: فلمّا قرأت الكتاب كتبت
إلى صاحب الزّمان (عليه السّلام) وصيّرت كتاب جعفر في درجه، فخرج الجواب إليَّ في
ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك
الله، والكتاب الّذي أنفذته درجه، وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمّنه على اختلاف
ألفاظه، وتكرّر الخطأ فيه، ولو تدبّرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه، والحمد
لله رب العالمين حمدًا لا شريك له على إحسانه إلينا وفضله علينا، أبى الله عزّ
وجلّ للحقّ إلّا إتمامًا وللباطل إلّا زهوقًا، وهو شاهد عليَّ بما أذكره، ولي
عليكم بما أقوله، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه، ويسألنا عمّا نحن فيه مختلفون،
إنّه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه، ولا عليك ولا على أحد من الخلق
جميعًا إمامة مفترضة، ولا طاعة ولا ذمّة، وسأبيّن لكم ذمّة تكتفون بها إن شاء
الله.
يا هذا يرحمك الله إنَّ الله تعالى لم يخلق
الخلق عبثًا ولا أهملهم سُدى، بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم أسماعًا وأبصارًا وقلوبًا
وألبابًا، ثمّ بعث إليهم النبيّين عليهم السلام مبشّرين ومنذرين: يأمرونهم بطاعته، وينهونهم عن
معصيته، ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم، وأنزل عليهم كتابًا، وبعث إليهم
ملائكة يأتين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الّذي جعله لهم عليهم، وما آتاهم
من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة، والآيات الغالبة.
فمنهم من جعل النّار عليه بردًا وسلامًا
واتّخذه خليلًا، ومنهم من كلّمه تكليمًا وجعل عصاه ثعبانًا مبينًا، ومنهم من أحيا
الموتى بإذن الله وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله، ومنهم من علّمه منطق الطير
وأُوتي من كلّ شيء، ثمّ بعث محمّدًا صلّى الله عليه وآله رحمة للعالمين، وتمّم به
نعمته، وختم به أنبياءه، وأرسله إلى النّاس كافّة، وأظهر من صدقه ما أظهر [وبيّن]
من آياته وعلاماته ما بيّن.
ثمّ قبضه صلّى الله عليه وآله حميدًا فقيدًا
سعيدًا، وجعل الأمر بعده إلى أخيه وابن عمّه ووصيّه ووارثه عليّ بن أبي طالب عليه
السّلام ثمّ إلى الأوصياء من ولْده واحدًا واحدًا: أحيا بهم دينه، وأتمَّ بهم
نوره، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمّهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم
فرقانًا بيّنًا يعرف به الحجّة من المحجوج، والإمام من المأموم، بأن عصمهم من
الذّنوب، وبرّأهم من العيوب، وطهّرهم من الدّنس ونزّههم من اللّبس، وجعلهم خزّان
علمه، ومستودع حكمته، وموضع سرّه، وأيّدهم بالدّلائل، ولولا ذلك لكان النّاس على
سواء، ولادَّعى أمر الله عزّ وجلّ كلّ أحد ولما عرف الحقُّ من الباطل، ولا العالم
من الجاهل.
وقد ادَّعى هذا المبطل المفتري على الله
الكذب بما ادّعاه، فلا أدري بأيّة حالة هي له رجاء أن يتمَّ دعواه، أبفقه في دين
الله؟ فوالله ما يعرف حلالًا من حرام ولا يُفرّق بين خطأ وصواب، أم بعلم فما يعلم
حقًّا من باطل، ولا مُحكمًا من متشابه، ولا يُعرف حدَّ الصّلاة ووقتها، أم بوَرَع
فالله شهيد على تركه الصّلاة الفرض أربعين يومًا يزعم ذلك لطلب الشعوذة، ولعلّ
خبره قد تأدّى إليكم، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة، وآثار عصيانه لله عزّ وجلّ مشهورة
قائمة، أم بآية فليأتِ بها، أم بحجّة فليقمها، أم بدلالة فليذكرها.
قال الله عزّ وجلّ في كتابه: "بِسْمِ
اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم" "حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ
اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم * مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا
أُنذِرُوا مُعْرِضُون * قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ
اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ
صَادِقِين * وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ
يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُون *
وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ
كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِين".
فالتمس تولّى الله توفيقك من هذا الظالم، ما
ذكرت لك، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبيّن حدودها،
وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره ونقصانه، والله حسيبه.
حفظ الله الحقّ على أهله، وأقره في مستقرّه،
وقد أبى الله عزّ وجلّ أن يكون [الامامة] في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما
السلّام وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحقّ، واضمحلَّ الباطل، وانحسر عنكم،
وإلى الله أرغب في الكفاية، وجميل الصّنع والولاية، وحسبنا الله ونعم الوكيل،
وصلّى الله على محمّد وآل محمد.
22- الشّيخ
الطّوسي في "الغيبة": جماعة عن الصّدوق عن عمّار بن الحسين بن إسحاق عن
أحمد ابن الحسن بن أبي صالح الخجندي وكان قد ألحّ في الفحص والطلب، وسار في
البلاد. وكتب على يد الشيخ أبي القاسم بن روح (قدّس الله روحه) إلى الصّاحب (عليه
السّلام) يشكو تعلّق قلبه، واشتغاله بالفحص والطّلب، ويسأل الجواب بما تسكن إليه
نفسه ويكشف له عمّا يعمل عليه، قال: فخرج إليَّ توقيع نسخته:
من بحث فقد طلب، ومن طلب فقد دلَّ، ومن دلَّ
فقد أشاط، ومن أشاط فقد أشرك.
قال: فكففت عن الطّلب، وسكنَتْ نفسي، وعُدت
إلى وطني مسرورًا والحمد لله.
23-
الرّاوندي في "الخرائج والجرائح": روي عن أحمد بن أبي روح، قال: خرجت
إلى بغداد في مال لأبي الحسن الخضر بن محمّد لأوصله وأمرني أن أدفعه إلى أبي جعفر
محمّد بن عثمان العمري فأمرني أن أدفعه إلى غيره، وأمرني أن أسال الدّعاء للعلّة
الّتي هو فيها وأسأله عن الوبر يحلُّ لبسه؟
فدخلت بغداد، وصرت إلى العمري، فأبى أن يأخذ
المال وقال: صر إلى أبي جعفر محمّد بن أحمد وادفع إليه فإنّه أمره بأن يأخذه، وقد
خرج الّذي طلبت فجئت إلى أبي جعفر فأوصلته إليه، فأخرج إليّ رقعة فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم، سألت الدعاء عن
العلّة الّتي تجدها، وهب الله لك العافية، ودفع عنك الآفات، وصرف عنك بعض ما تجده
من الحرارة، وعافاك وصحَّ جسمك، وسألت ما يحلُّ أن يصلّي فيه من الوبر
والسّمور والسنجاب والفنك والدلق والحواصل، فأمّا السّمور والثعالب فحرام عليك
وعلى غيرك الصّلاة فيه ويحلّ لك جلود المأكول من اللّحم إذا لم يكن فيه غيره، وإن
لم يكن لك ما تصلّي فيه، فالحواصل جائز لك أن تصلّي فيه، الفرا متاع الغنم، ما لم
يذبح بأرمنيّة يذبحه النصارى على الصليب، فجائز لك أن تلبسه إذا ذبحه أخ لك أو
مخالف تثق به.
المجلسي، بحار الأنوار،
53/ 99-129، باب31.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.