"لَعَنَ الله عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَأَبْرَأُ إِلى الله مِنْهُمْ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ"

آخر المواضيع

الاثنين، 23 يوليو 2012

زيارة الإمام الحسين عليه السّلام



زيارة الإمام الحسين عليه السّلام

- ثقة الإسلام الشّيخ أبو جعفر الكليني: عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن ابن راشد عن الحسين بن ثوير، قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضّل بن عمر وأبو سلمة السّراج جلوسًا عند أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السّلام) وكان المتكلّم يونس وكان أكبرنا سنًّا؛ فقال له: جُعلت فداك، إنّي أحضر مجالس هؤُلاءِ القوم - يعني ولد عبّاس - فما أقول؟ قال: إذا حضرتهم وذكرتنا فقل: "اللّهُمَّ أَرِنا الرَّخاءَ وَالسُّرُورَ" فإنّك تأتي على ما تريد. فقلت: جُعلت فداك، إنّي كثيرًا ما أذكر الحسين (عليه السّلام) فأيّ شيء أقول؟ فقال: قل: "صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللهِ"، تعيد ذلك ثلاثًا فإنّ السّلام يصل إليه من قريبٍ وبعيدٍ.
ثمّ قال: إنّ أبا عبد الله الحسين (عليه السّلام) لما مضى بكت السّماوات السبع والأَرضون السبع وما فيهنّ وما بينهنّ ومن يتقلّب في الجنّة والنّار من خلق ربّنا وما يُرى وما لا يُرى بكى على أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) إلّا ثلاثة أشياء لم تبك عليه. قلت: جُعلت فداك، وما هذه الثلاثة الأشياء؟ قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان عليهم لعنة الله.
قلت: جُعلت فداك إنِّي أريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال: إذا أتيت أبا عبد الله (عليه السّلام) فاغتسل على شاطئ الفرات ثمّ البس ثيابك الطّاهرة ثمّ امش حافيًا فإنّك في حرم من حُرَم الله وحُرَم رسوله وعليك بالتّكبير والتهليل والتّسبيح والتّحميد والتعظيم للهِ عزّ وجلّ كثيرًا والصّلاة على محمّد وأهل بيته حتّى تصير إلى باب الحير [الحائر] ثمّ قل:

 "السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ الله وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللهِ". ثمّ اخطُ عشر خُطوات ثمّ قف وكبّر ثلاثين تكبيرة ثمّ امش إليه حتّى تأتيه من قِبَلِ وَجْهِه فَاسْتَقْبِلْ وَجْهَكَ بِوَجْهِه وتجعل القبلة بين كتفيك، ثمّ تقول: السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتِيلَ الله وَابْنَ قَتِيلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وِتْرَ الله الْمَوْتُورِ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ، أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ العَرْشِ وَبَكى لَهُ جَمِيعُ الخَلائِقِ وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتِ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَما فِيهِنَّ وَمابَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ وَالنَّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا وَما يُرى وَما لا يُرى، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ الله وَابْنُ حُجَّتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَتِيلُ الله وَابْنُ قَتِيلِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ثارُ الله وَابْنُ ثارِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وِتْرُ الله الْمَوْتُورُ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ وَأَوْفَيْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيدًا وَمُسْتَشْهِدًا وَشاهِدًا وَمَشْهُودًا.
أَنا عَبْدُ الله وَمَوْلاكَ وَفِي طاعَتِكَ وَالوافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ كَمالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ الله وثَباتَ القَدَمِ فِي الهِجْرَةِ إِلَيْكَ وَالسَّبِيلَ الَّذِي لايَخْتَلِجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كِفالَتِكَ الَّتِي أُمَرْتَ بِها، مِنْ أَرادَ الله بَدَأَ بِكُمْ، بِكُمْ يُبَيِّنُ الله الكَذِبَ، وَبِكُمْ يُباعِدُ الله الزَّمانَ الكَلِبَ، وَبِكُمْ فَتَحَ الله وَبِكُمْ يَخْتِمُ الله، وَبِكُمْ يَمْحُو ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ، وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا، وَبِكُمْ يُدْرِكُ الله تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِها، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الأَرضُ أَشْجارَها، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الأَرضُ ثِمارَها، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها، وَبِكُمْ يَكْشِفُ الله الكَرْبَ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الله الغَيْثَ وَبِكُمْ تَسِيخُ [تُسَبِّحُ] الأَرضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدانَكُمْ وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَنْ مَراسِيها إِرادَةُ الرَّبّ فِي مَقادِيرِ أُمورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصَّادِرُ عَمَّا فُصِّلَ مِنْ أَحْكامِ العِبادِ. لُعِنَتْ أُمَّةٌ قَتَلَتْكُمْ وَأُمَّةٌ خالَفَتْكُمْ وَأُمَّةٌ جَحَدَتْ وِلايَتَكُمْ وَأُمَّةٌ ظاهَرَتْ عَلَيْكُمْ وَأُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تَسْتَشْهِدْ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَأْواهُمْ وَبِئْسَ وِرْدُ الوارِدِينَ وَبِئْسَ الورْدُ الْمَوْرُودُ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللهِ إِنّا إِلى الله مِمَّنْ خالَفَكَ بَرِيءٌ - ثلاثًا- .
ثم تقوم فتأتي ابنه عليًّا وهو عند رجله فتقول: السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خَدِيجَةَ وَفاطِمَةَ، صَلّى الله عَلَيْكَ لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ - تقولها ثلاثًا - أَنا إِلى الله مِنْهُمْ بَرِيٌ - ثلاثًا-.
ثمّ تقوم فتومئ بيدك إلى الشّهداء، وتقول: السَّلامُ عَلَيْكُمْ - ثلاثًا - فُزْتُمْ وَالله، فُزْتُمْ وَالله، فَلَيْتَ أَنِّي مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا. ثمّ تقوم تدور فتجعل قبر أبي عبد الله (عليه السّلام) بين يديك فصلِّ ستَّ ركعات وقد تمّت زيارتك فإن شئت فانصرف.
ورواه الشّيخ أبو القاسم ابن قولويه عن أبيه وعليّ بن الحسين ومحمّد بن الحسن (رحمهم الله جميعًا) عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة مثله. ورواه الشّيخ أبو جعفر الصّدوق عن الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير مثله. ورواها الشّيخ أبو جعفر الطّوسي عن محمّد بن يعقوب الكليني (رضي الله عنه) عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير مثله.

الكليني، الكافي، 4/ 575-577، ح4 كتاب الحجّ؛ ابن قولويه، كامل الزّيارات، ص205-208، ح2، باب79؛ الصّدوق، من لا يحضره الفقيه، 2/ 412-413، ح3201 كتاب الزّيارات؛ الطّوسي، تهذيب الأحكام، 6/ 1049، ح1، باب18 كتاب المزار؛ عبّاس القمّي، مفاتيح الجنان، ص494-497، الزّيارة الأولى من الزّيارات المطلقة للحسين (ع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.