دعاء التّوحيد الشّريف
- السيّد الزّاهد أبو القاسم ابن طاووس: جدّي أبي جعفر الطوسي (رضي
الله عنه)، قال: أخبرني جماعة عن ابن عياش، قال: ممّا خرج علي يد الشّيخ الكبير
أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد (رضي الله عنه) من الناحية المقدّسة ما حدّثني به
خير بن عبد الله قال: كتبته من التوقيع الخارج إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم ادع في كلِّ يوم من
أيّام رجب:"اَللّهُمَّ إنّي أساَلُكَ بِمَعاني جَميعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ
وُلاةُ أمْرِكَ، الْمَأمُونُونَ عَلى سِرِّكَ، الْمُسْتَبْشِرُونَ بِأمْرِكَ،
الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ الْمُعلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أساَلُكَ بِما نَطَقَ
فيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ، وَأرْكانًا
لِتَوْحيدِكَ، وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتي لا تَعْطيلَ لَها في كُلِّ مَكان،
يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلّا اَنَّهُمْ
عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ، بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها
إلَيكَ أعْضادٌ وأشْهادٌ ومُناةٌ وأذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوّادٌ، فَبِهمْ مَلأْتَ
سَمائكَ وَأرْضَكَ حَتّى ظَهَرَ أنْ لا إلهَ إلّا أَنْتَ، فَبِذلِكَ أسأَلُكَ،
وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أنْ
تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وأنْ تَزيدَني إيمانًا وَتَثْبيتًا، يا باطِنًا
في ظُهُورِهِ وَظاهرًا في بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ.
يا مُفَرِّقًا بَيْنَ النُّورِ
وَالدَّيْجُورِ يا مَوْصُوفًا بِغَيْرِ كُنْهٍ وَمَعْرُوفًا بِغَيْرِ شِبْهٍ،
حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ وَمُحْصِيَ
كُلِّ مَعْدُودٍ وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ
الكِبْرِياءِ وَالجُودِ، يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ وَلايُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ يا
مُحْتَجِبًا عَنْ كُلِّ عَيْنٍ يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ وَعالِمَ كُلِّ
مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلى عِبادِكَ الْمُنْتَجَبِينَ
وَبَشَرِكَ الْمُحْتَجِبِينَ وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَالبُهْمِ
الصَّافِّينَ الحافِّينَ.
وَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِنا هذا
الْمُرَجَّبِ الْمُكَرَّمِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الأَشْهُرِ الحُرُمِ وَأَسْبِغْ
عَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ وَأَجْزِلْ لَنا فِيهِ القِسَمَ، وَأَبْرِزْ لَنا فِيهِ
القَسَمَ بِإسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَجَلِّ الأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ
عَلى النَّهارِ فَأَضاءَ وَعَلى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَاغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ
مِنَّا وَما لا نَعْلَمُ وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوِب خَيْرَ العِصَمِ واكْفِنا
كَوافِيَ قَدَرِكَ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ وَلا تَكِلْنا إِلى
غَيْرِكَ وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ وَبارِكْ لَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ
أَعْمارِنا وَأَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَ أَسْرارِنا وَأَعْطِنا مِنْكَ الأَمانَ
وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الإِيمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ وَما بَعْدَهُ
مِنَ الأَيَّامِ وَالأَعْوامِ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ.
ابن طاووس، إقبال الأعمال، 3/
214-215، الباب الثّامن: فصل23؛ الطّوسي، مصباح المتهجّد، ص803-804، ح866؛
المجلسي، بحار الأنوار، 95/ 280-281، باب23؛ عبّاس القمّي، مفاتيح الجنان،
ص183-184 "أعمال شهر رجب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.